Thursday, March 19, 2009

جائني خبر اشتداد المرض عليه فحزنت كثيرا وتذكرت أيام كنت ألقاه كل يوم صباحا وانا احمل اليه اخر ما كتبت فيجلس معي ساعات طوال ليراجع ابداعاتي ويعلمني كيف اكتب الشعر... تذكرته وهو يدخل الى فصلي الدراسي ويستأذن من مدرس الحصة وهو يقول له لو سمحت عاوز الدكتور عمرو بيه... وانا ما زلت طالبا بالثانوية العامة..... فاخرج اليه فاذا به يعطيني اخر ما كتب ويقول لي ... قول لي رأيك وانا اقول له رأي ايه اللي انا اقوله لحضرتك فاجده يقول لي انت رأيك من اهم الاراء بالنسبة لي .... لا زلت أذكره وهو يشرح لي مبادئ علم العروض ويدلني على كتب في هذا المجال وفي يوم كنت اقرا في احد كتب العروض وسألته عن شئ لم أفهمه فقال لي ... يبدو انك سبقتني من الناحية الاكاديمية في هذا العلم......
نعم إنه أستاذي الفاضل /
الشاعر محمد عبد الفتاح الشربيني
والذي كان له الفضل بعد الله عز وجل في ان كتبت الشعر وعرفت ما عرفت في علم العروض والأوزان
أذكر ذات مرة اني القيت امامه قصيدة فقام بعدها وامام الحاضرين ارتجل بيتا قائلا

علمك الشعر وعلمني ***** رب جبار متكبر .....
ورأيت أنه من الوفاء ان انشر هنا له احد قصائده التي كتبها لام الشهيد الفلسطينية بعنوان
الشوق يقظان
ما اعوج غصن مضى ما اهتز بنيان
ما غاض عود قضى فالأم خلجان
تستمطر النجم تسترضي منائره
عز الخلود وانهار وشطآن
يا ام في خاطري شوق يؤرقني
يطوق الروح والنفاس نيران
ومريم تتلو آي خالقها
تبكي الذي غاله بالظلم شيطان
تهدهد الروح تسري في مساربنا
وتستظل بسقف القدس أغصان
يا أم هل يستطيل الدمع أم ذبحت
مدامع القدس والساحات أحزان
غابت شموسك عن قلبي فأحرقني
سوط الظلام وفي الوجدان أشجان
وغادرتني أكف الدفء مذ رحلت
عين الوجود وفي الحداق طوفان
يا أم انت التي اطلقت عاصفة
في اللحظ يعصف بالركان جدران
من للحياة سوى الأمجاد تسكبها
ام الجهاد ويزكو عزها الشان
انت الثمار التي من كفها انبثقت
أسرارنا ونشيج الدرب مرجان
لا يبرق الوعد إلا منك يا اما
انت المكان الذي يزهو به الآن
صدقت بالوعد إذ جائت بشارته
بالذكر موقعه والذكر فرقان
توثب الجرح في الأقصى يحاوره
هل يستطيع اجتياز الغول ولدان
ألقوا صدورهم في الموت فالتمعت
في الأفق صاعقة والقدس تيجان
تريضوا في نسيم الم واحتفلت
فيهم براءة والحداق برهان
تفيئوا الحضن فالتامت جراحهم
من بلسم القول تغريد وألحان
يا ام تاج الحصى جاءتك درته
في موكب نوره مجد وعرفان
يا ام انت عبير الروح بلسمها
انت المفاوز مذ كنا ومذ كانوا
والقدس أحداقها تدعو مآذنها
إلى السجود وخفق الريح بركان
يا ام كل الورى طفنا باجنحة
خضراء من حولنا خيل وفرسان
كيما نزف عروس الخلد في فمنا
إكسير أرواحنا والشوق يقظان
***********
شعر
أ/محمد عبد الفتاح الشربيني
20/1/2002