Thursday, September 24, 2009

أحبك.. فاقبليني

أحبك .. فاقبليني
ـــــــــــــــــــــ
رسالة من أحد سجناء الرأي الى محبوبته

إليكِ سيرجف القلم الحزين
بلوعة الحبِ
تسيل دموعه تترى
على الأوراقِ والقلبِ
فيكتب في رحاب الشعر أبياتا
ترافقني
وتحملني إلى حلم يراودني
ويرجو ساعة القربِ
أداعب زهرة الأيام
ألثمها
فيشرق طيفك الوضاءُ
في زنزانتي..حراً
يواعدني..
بأني سوف ألقاكِ
وهذا الوعد من ربي
بريق النور في عينيكِ
يحييني...
وينسيني لظى الجدبِ
كأنك مثل فاتنةٍ
تداعب شعريَ...
المغبر بالإذلالِ والظلمِ
لتوقظني
من الإغراقِ في الحلمِ
فتصحو في حنايا النفس أشواقاً
أداريها
فلا أدري..
هل التاريخ يكتبها
أم السجان يفنيها
أحبكِ..
حين أنطقها
يذوب العشق إكسيراً
فأنسى قسوة الجلادِ ..والطاغوتِ
أنسى كل نائبةٍ
وتبقى مصر أغنيةً
أغنيها
وانشدها.. نشيد العشقِ
فلتهنأ شفاهي
فذاك الاسم يقطرُ
من رحيق الحبِ
يسقيها
وإن جاءوا ليعلن جمعهم
قتل الكرامة في بلادي
ويرقص فيهمُ الكلب المتوجُ
فوق جثمان البراءة.
سيبقى دفق أقلامي
على الجدران يرسمها
عروساً ... في مغانيها.
أحبكِ
يا بلاد النيل حبا .. لا يفارقني
ولكني..
أرى أهداب عينيك الجميلة
لا تراني
أرى الكُحلَ الملون فيهما
يرنو إلى غيري
لماذا...
يا بلاد الحب شوك الحبِ
يلقاني ؟!
وأزهار المودة لا تلاقيني !!
لأني عشت مشغولا بحبك
صرت مسجونا
وصار الخائن الكذاب سجاني
ولكني...
سأبقى حيث بات النور يزهو
في رحابك وارف الأغصانِ
يعرفني .. ويرعاني
يدثرني نسيم النيل..
حين يصير حبر عروبتي
ماءا..
فأرشفه .. ليرويني..
فيمحو كل أحزاني
سأبقى حيث كان الحب
نبراسا..
أجدد بين جدران السجونِ
وثيقة الحب القديم مرددا
أني أحبك يا بلادي
فاقبليني
أحبكِ يا بلادي
ف..ا..ق..ب..ل..ي..ن..ي
*********
شعر
عمرو أحمد عبد الباري
بكالريوس الطب والجراحة
جامعة المنصورة
24/9/2009